كيف تصبح مترجم بارع؟

 

تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات المحكية في العالم ومن أقدمها. ويتحدثها ما يقارب نصف مليار شخص من سكان الكرة الأرضية. ولكن تواجه اللغة صعوبات عديدة وخصيصاً فيما يتعلق برصيد المصطلحات التقنية الموجودة في اللغات الأخرى. حيث نشاهد العديد من المقابلات المتلفزة تستخدم العديد من المصطلحات الإنكليزية والتي تكون أقرب إلى أذن السامع من استخدام مصطلح بالعربية. في هذه المدونة سنبحث الفرق ما بين الترجمة من لغة أخرى إلى العربية وما بين إعادة صياغة الخبر أو المقال ليكون أسهل للقراء.
 
يعتقد الكثير من غير المتحدثين باللغة العربية، أنه عندما نجري عمليات الترجمة لخبرٍ أو مقالٍ ما، بأننا نقوم بتحديد ما نريد ترجمته ونضعه في أحد التطبيقات الخاصة بالترجمة ونحصل على النتائج التي نريدها. ولكن في واقع الأمر لا نقوم بهذا بتاتاً، لأننا نحتاج إلى إعادة صياغة المحتوى بمستوى يتناسب مع القراء العرب، وخصوصاً إذا كان هناك العديد من الاختصارات والمصطلحات. فيجب عليك البحث عنها مراراً وتكراراً لإيجاد المطابق لها ووضعه بالشكل الصحيح.
 
أشرح لكم في الخطوات التالية كيف يمكنك إجراء ترجمة صحيحة ووضعها ضمن إطار سلسل وسهل للقارئ العربي.
 
قبل البدء اقرأ المحتوى
في البداية يجب عليك، قراءة المحتوى الذي أمامك قراءة سريعة لفهم الرسالة الذي يريد أن يوصلها هذا المحتوى سواءً كان بياناً صحفياً أو مقالاً وبعد الانتهاء من هذه الخطوة، عليك قراء كل مقطعٍ على حدى لفهم كل فكرة يريد أن يوصلها الكاتب. وبعد ذلك تبدأ عملية الترجمة.
 
دَون ما تقرأه
عندما تبدأ بعملية القراءة يبدأ دماغك بعملية الترجمة الفورية، ولضمان عدم فقدان أي فكرة أو جملة يجب عليك البدء فوراً بعملية كتابة ما تسمعه في رأسك. في بعض الأحيان قد تضطر إلى الاستعانة بأحد برامج الترجمة الفورية لعدم فهم المحتوى أو لوجود بعض المصلحات التي لم تشاهدها من قبل، كونها ليست لغتك الأم. لكن عندما تقوم بترجمتها باستخدام هذه البرامج لا تقم فوراً بوضعها في الملف الذي تعمل عليه. وإنما يجب عليك أولاً أن تبحث عنها عبر الانترنت لضمان أن هذه العبارة صحيحة وتتأكد من صياغتها المتعارف عليها في الصحف والمواقع الإخبارية.
 
أكثر من مخزون المصطلحات لديك
كونك تعمل في مجال العلاقات العامة والتواصل، فإنه لديك العديد من العملاء الذين يعملون ضمن قطاعات مختلفة كقطاعات الأمن السيبراني، وقطاعي النفط والغاز، وقطاع الاتصالات، والبنوك وغيرها. وعندما تقوم بإجراء عملية ترجمة لأحد هؤلاء العملاء فإنك ستواجه عائق لم تواجه من قبل في حياتك العادية، وهو المصطلحات حيث ستلاحظ وجود مرادفات للكلمات التي قمت بترجمتها وتقع في حيرةٍ من أمرك أيهما الأفضل، على سبيل المثال، يوجد لمصطلح (Cyber Security) مرادفين باللغة العربية هما “الأمن السيبراني” و”الأمن الالكتروني”. لذا عليك أن تكثر من القراءة في المجالات التقنية والمجالات التي تعنى بشؤون الاقتصاد والمال لضمان وجود مخزون قوي لديك من المصطلحات.
 
اتخذ قائمة المصطلحات (Terminology List) إماماً لك
في كثير من الأحيان تعتقد أنك أنجزت ترجمتك وصياغتك للمقال بشكلٍ ممتاز ولا غبار عليه. ترسل ما أنجزته للعميل من أجل الحصول على موافقة المحتوى العربي، وإذ تفاجئ بوجود بعض التعليقات من العميل بأنه يريد أن تغير هذا المصطلح من كذا إلى كذا. لذلك وتفادياً لحدوث ذلك ولضمان استمرارية عملك وحفاظاً للوقت الضائع في المراسلات، تحدث مع العميل لتزويدك بقائمة مصطلحات معتمدة من قبله، تكون لك إماماً أثناء قيامك بالترجمة.
 
أعد قراءة ما أنتجته مراتٍ عدة
بعد انتهائك من عملية الترجمة والتأكد من أنك استخدمت جميع المصلحات بدقة متناهية. أعد قراءة ما كتبته مراتٍ عدة لضمان وجود صياغة سلسلة وسهلة للقارئ. وتأكد من عدم تكرار كلمات بعينها مراتٍ عدة وبفترات متلاحقة مثل أحرف العطف، أو تكرار نفس الفعل لعدة مرات في جملة واحدة، ولكي تضمن عدم وجود أي أخطاء املائية في المحتوى، لأن ما أنتجه عقلك وكتبته يداك بالتأكيد سيذهب إلى النشر والطباعة في الصحف المحلية وعلى مواقع الانترنت، فإن لم تجد من يدقق من خلفك فإن خطأك ستشاهده قد انتشر بشكل واسع.
 
جِد الوقت والمكان المناسبين لقيامك بعملك
بواقع الأمر أنت إنسان لديك طاقة معينة ومشاعر وأحاسيس وتتأثر بمحيطك، لذا عليك عند قيامك بأي عملية ترجمة أن تقدر الظروف المحيطة بك والوقت اللازم لإنجاز هذا العمل. فلا يمكنك القيام بهذه الأمر خلال اجتماع أو اتصال أو خلال معرض. لأن الضوضاء المحيطة ستقف عائقاً أمامك وستشتت انتباهك عما تقوم به، وبالتالي تخسر الوقت وأنت لم تنجز شيئاً. لذا عليك اختيار الوقت والمكان المناسب بدقة لإنجاز عملك بسرعة وبدقة متناهية.

في نهاية الأمر يمكننا القول بأن كل ما سبق قد يتوافق معه بعض الأشخاص وقد يختلفون. لكنني قدمت ما واجهته والحلول التي اتبعتها خلال فترة تواجدي مع آكتيف للتواصل والتسويق الرقمي في الأشهر الخمسة الماضية.
 

By Ahmad Khalloudi, Communications Executive, Active DMC

 

BACK TO BLOG POST