رسالة إلى ولدي الذي لم يأتي بعد.

ولدي الحبيب …

اشتقت إليك.

اشتقت إلى ضمتك.

اشتقت إلى رائحتك.

اشتقت إلى رؤية ضحكة امك حين تراك.

اشتقت إلى ذلك اليوم الذي تخرج فيه إلى الدنيا لتسعد أيامنا أنا وأمك.

اشتقت إلى ذلك اليوم الذي أداعبك فيه وأسمع ضحكتك رنانّة في بيتنا.

اشتقت إلى ذلك اليوم الذي أؤذن فيه في أذنيك وستدمع عيناي حينها وأنا ابتهل إلى الله بأن يجعلك صالحاً عابداً لله عز وجل.

يا ترى كيف كيف ستكون؟ حتماً ستكون أنت الأجمل والأنقى والأروع، ستكون الحب والحنان والفرح، ستكون الجنة التي أتمناها، ستكون الأمل، ستكون السند، ستكون كل ما يكون.

سأنتظر ياولدي ذلك اليوم لسماع سورة الفاتحة منك وأنت ابن العامين ترددها على مسامعي فأضمك وأقبلك ونبدأ بحفظ سورة الإخلاص بعدها.

سأنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سأوصلك في إلى باب المدرسة، وأعود بك منها إلي بيتنا لتخبرني ما حدثتك به معلمتك.

سأنتظر اليوم الذي أهديك فيه ورداً عند اجتماعنا في مدرج الكلية التي درست فيها احتفالاً بتخرجك.

سأنتظر ذلك اليوم الذي تخبرني فيه عن قبولك في العمل الذي لطالما رغبت أن تعمل به.

سأنتظر يوماً أراك فيه عريساً ترقص فيه مع عروسك.

وسأنتظر اليوم الذي تكتب فيه رسالة إلى ولدك كما أكتب إليك اليوم تخبرني فيها عند مدى اشتياقك لرؤية أولادك.

سيطول انتظاري يا ولدي، ولكني سأنتظرك.

أحبك

Untitled