العلاقات العامة والتسويق المتكامل وجهان لعملة واحدة

لطالما عملت شركات القطاع الخاص والعام على الاستفادة من وظائف العلاقات العامة لبناء صورة إيجابية عنها، مستهدفة بذلك جمهورها الداخلي أو الخارجي. ولكن من الضروري التركيز على أن دور العلاقات العامة في منظورها الاستراتيجي هو صياغة أو إعادة صياغة وتسويق صورة الواقع الاجتماعي كما يرونه الخبراء في قطاع العلاقات العامة.  ولذلك أطلق على تنفيذي العلاقات العامة بأنهم “صناع الصورة”. على سبيل المثال في حال حصول أزمة لأي شركة، فإن أول عمل تؤديه العلاقات العامة هو إما توضيح الصورة أو طرح حلول جديدة مستهدفة إدارة الأزمة واحتوائها بالصورة الأمثل.

لقد تطورت العلاقات العامة في العالم العربي على غرار مثيلتها في العالم الغربي، وأصبحت تعمل باستقلالية بعيداً عن التقليد الأعمى لحملات العلاقات العامة في أوروبا وأمريكا. لقد أصبحنا نرى حملات محلية مبتكرة من صميم المنطقة، فضلاً عن تطويرها من مفهوم العلاقات العامة التقليدي إلى مفهوم العلاقات العامة المتكامل، أو ما نطلق عليه حديثاً التسويق المتكامل.

كان منهج العلاقات العامة التقليدي يعتمد على توضيح ورسم الصورة من خلال بوابات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فقط، ولكن مع الثورة التكنولوجية الهائلة خلال العقد الحالي، برزت الحاجة إلى مفهوم علاقات عامة جديد يواكب التطور الذي طرأ على قطاعات أخرى، ليستطيع تلبية المتطلبات الأخيرة كسهولة الوصول، وإمكانية الوصول في أي مكان وزمان، فضلاً عن تلبية رغبات الجمهور بالطريقة التي يفضلونها.

من هنا جاء مفهوم العلاقات العامة المتكامل (التسويق المتكامل) لتلبية هذه المتطلبات، فأصبح يعتمد على التقنيات والمنصات الحديثة كوسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير محتوى مرئي ورسوم بيانية (انفوغرافيك) وفيديوهات تدغدغ وتلامس مشاعر الجمهور المستهدف، ناهيك عن الاستفادة وتسخير وسائل الإعلام التقليدي بما يتماشى مع هذا المفهوم الجديد.

في الختام العلاقات العامة والتسويق المتكامل هما وجهان لعملة واحدة، ويهدفان في جوهرهما إلى صياغة أو إعادة صياغة الواقع الاجتماعي بصورة جديدة، إلا أن التسويق المتكامل هو العصر الجديد من العلاقات العامة.